صحيح أن فيلم «مالكوم وماري» (2021) يبثّ الشعور برهاب الأماكن المغلقة، ويبحث دائماً عن مركز توتّر لشخصيتَيه اللتين تملآن الشاشة. ومع أنّه يُعتبر مراجعة لطبيعة الألم والحزن والعزلة العاطفية والنرجسية، فإنّ مشاهده أنيقة باللونين الأبيض والأسود، بتباين عال. يعتمد الشريط على مونولوات ممثلين يحدّقان، بعضُهما في بعض من مسافة قريبة، في خضم شعور زائف بالنجاح. إلا أنّ الفيلم أيضاً يعطي شعوراً بأنه أكثر أهمية مما هو عليه حقاً، وقد فشل في الوفاء بما وعد به على الرغم من بذل قصارى جهده.
بالمختصر، الفيلم «ادّعاء فكري» (pseudo intellectual) لا يقدم ولا يؤخر. يُعدّ رحلة من خلال فكرة الخير والشر الداخلي المعبر عنها من خلال أفكار وتصرفات معينة. رحلة عبر الأنا والخوف، بحماقة في السيناريو التي تتحول من أحاديث إلى هجمات مباشرة على كل شيء. تتكرر الحيلة مرات عدة تحت العقيدة نفسها، ما يؤدي إلى تقويض الانعكاسات المثيرة للاهتمام التي تقوم بها الشخصيتان خلال ساعتين تقريباً من الأحاديث.