الأستاذ ..!
بعد أن تنتهي من تناول هذا العمل ليس أمامك سوى أن تصفق وتصفق بـحرارة لأن هناك عملاً سينمائياً مثلُ هذا .
الأستاذ هو للأستاذ " بول توماس أندرسون " صاحب الروائع
[ Mangolia , There Will Be Blood , Punch Drunk Love , Boogie Nights ]
والذي سيصدمُك كثيراً وسيضعُك في مأزقٍ أخلاقي كما فعل كوبريك في فيلمه الأخير ...
لكن أندرسون فضّل كـعادته أن يتعمق أكثر في النفس البشرية ليُبرز مابها من آثام ويضعه أمامك واضحاً جلياً ولكن في صورته الأولية.
السينتولوجيا أو العلمولوجيا هي مجموعة من المعتقدات الدينية والتي تستند وتميلُ الى الفلسفة العلمانية وقد ظهر هذا الدين في النصف الثاني من القرن الماضي وشخصية المُروج لهذا الدين والناشئ له تكمُن هنا في ( هوفمان ) The Master هذا الرجل الذي يُظهره لنا أندرسون على أنّه شخصٌ وصولي وازدواجي الى أبعد الحدود فهذا الرجل هو من فئة المنافقين الذين ظهروا في عمل كوبريك الأخير كما تحدّثنا سابقاً ولكن في هذا العمل ترى البداية الحقيقية لهؤلاء الأشخاص ، كيف تكونوا وكيف أصبح لهم مكاناً ليُمارسوا فيه هذا الطقوس الغريب والشنيع !
بدايةً أوّد أن أثني كثيراً على ( خواكين فينيكس ) أفضل ممثل في العام الماضي وأفضل آداء قدمه فينيكس شخصياً كان في هذا العمل ( فريدي ) وهو الشخصية الأكثر نقاءً في هذا العمل ولكنه النقاءُ من شُبهة النفاق وليس من شُبهة الفراغ الروحي الذي وقع فيه والذي آل به الى ( الأستاذ ) يُحاول أن يملأ هذا الفراغ الروحي بالسم الذي يضعه في نفسه مُحاولاً أن يضُمه اليهم ويُصبح فرداً من العائلة المؤسسة لهذا الدين الجديد لم يرِد الأستاذ انضمام فريدي الا لأنه شخصاً سيُشعرهم بالرضا قليلاً عن أنفسهم ، شخصاً ما يُحررهم من قيودهم التي استعبدوا الناس بها وقيدوا أنفسهم بها.
" أنا أعمل بالكثير من الأشياء .. أنا كاتب ، طبيب ، فيزيائي نووي ،فيلسوف نظري .. ولكن أولاً أنا انسان .. انسان فضولي بشدة ...مثلك "
هكذا كان تعريفُ الأستاذ لنفسه عندما سأله فريدي .
وكما أنّ الطيور على أشكالها تقع فقد القت نفس الأستاذ مع زوجته في تناغم ولم تكن تحب ارتباط الأستاذ بـ فريدي باعتباره بربري غيرُ مُسيس لهذه الطبقة وهذا الدين انسانٌ يتعامل بغرائزه يتعامل بـ ( الهو ) والتي يُطلقُ فيها العنان لنفسه لفعل كل الأشياء التي يريدها متى أرادها أو ..يحاول على الأقل ..!
" أرواحنا تستمر طيلة الوقت وتعيش بعدة أجساد عبر الزمان "
فـهذا المبدأ الذي أختلقه الأستاذ جعله يوهم من حوله أن حتى الجماد فيه روح ..!!!
هذا المبدأ الذي آمن به وصدّقه فعلياً كل من حوله إلا فريدي حتى بعد محاولات الأستاذ معه.
سوف تعرف بعد ذلك أن السر الأكبر للعلاقة بين الأستاذ وارتباطه بـ فريدي هو أفعال فريدي تلك الحمقاء التي يصنعها بغريزته والتي تتماشى مع سلوكه كمنحرف بالنسبة لهؤلاء ولكنه منحرفٌ أليف لايؤذيهم ..
لتجد بعد ذلك الحفلة الداعرة والتي سبق الحديثُ عنها في " العيون المغلقة بإحكام " بيدَ أنّ هذه الأخيرة كان على نطاقٍ أضيق الى حدٍ ما وفي تلك الحفلة الماجنة ترى فريدي وحيداً يجلسُ كل مايفعله هو أن يسرح بخياله برغم وجود كل تلك الأجساد العارية وهو مايريده لكنه أحسّ بضغطٍ نفسي لايؤهله لارتكاب هذا الفعل الآن ، ثم تجد غريزته تتعامل مع الأمر حين يُعنف الرجل والذي بدا مُعارضاً لما يفعله الأستاذ من طقوسه الغريبة مع سيدة ما ، وهذا الرجل هو الشخصية المنطقية الوحيدة في هذه القضية لذا وجب التخلص منه ...
ولتتعرف أكثر على مدى جُبن ونفاق هذه الطبقة ومدى تعاملاتهم الزرية ومحاولاتهم اللا إنسانية لكبح جماح شهواتهم وغرائزهم الدفينة فتجدُ زوجة الأستاذ في مشهد مخل لاتجده معبراً عن أي شئ يمس الإنسانية أو الطبائع البشرية مشهد انما يعبر بصدق عن كبح هذه الطبقة لأي تأثرٍ خارجي يُفعل تلك النزعات والرغبات الشهوانية والذي تُمثله زوجته هنا كـ ( الأنا الأعلى ) التي تقتل كل بوادر الشهوة وتكبتها
...ستتأكدُ في هذا المشهد أنّ الأستاذ هو من حنّ الى غرائزه وطبائعه الحقيرة ( الهو ) والتي يُمثلها فريدي.
" ، الطريقة الوحيدة للدفاع عن أنفسنا هي الهجوم ، اذا لم نفعل هذا سوف نخسر كل معركة ، لن نسيطر على بيئتنا أبداً بالطريقة التي يفترض أن نفعلها الا اذا هاجمنا "
كلمات قالتها زوجة الأستاذ منبهة اياه لها تُنبهه الى هدفهم الأسمى الذي يسعون اليه !
في النهاية يعود فريدي الى الأستاذ وهو في حالة يُرثى لها ليجد الأستاذ في قمة الزهو يجلسُ في مكتب يُعادل طابقاً ..!
يضحكُ ويضحك حتى ينتهي الأمر به الى البكاء فهو يضحكُ على حاله ..احتمال ، ويبكي على حال الأستاذ ...احتمال يماثله !
( الأستاذ ) هو حالةٌ نفسية معقدة وجرعة دسمة من الفلسفة الإنسانية التي تميلُ لمحاباة الروح ، البعد الأخلاقي في هذا العمل هو الأهم .
الأستاذ عملٌ يؤرَّخ لأنه يؤرِّخ حِقبة كونية تعيشُ فيها النفس منغلقة ، مبتعدةً كارهة الطبيعه الغريزية ..الطبيعة الحقيقية
بقلم : Omar Mora
بدايةً أوّد أن أثني كثيراً على ( خواكين فينيكس ) أفضل ممثل في العام الماضي وأفضل آداء قدمه فينيكس شخصياً كان في هذا العمل ( فريدي ) وهو الشخصية الأكثر نقاءً في هذا العمل ولكنه النقاءُ من شُبهة النفاق وليس من شُبهة الفراغ الروحي الذي وقع فيه والذي آل به الى ( الأستاذ ) يُحاول أن يملأ هذا الفراغ الروحي بالسم الذي يضعه في نفسه مُحاولاً أن يضُمه اليهم ويُصبح فرداً من العائلة المؤسسة لهذا الدين الجديد لم يرِد الأستاذ انضمام فريدي الا لأنه شخصاً سيُشعرهم بالرضا قليلاً عن أنفسهم ، شخصاً ما يُحررهم من قيودهم التي استعبدوا الناس بها وقيدوا أنفسهم بها.
" أنا أعمل بالكثير من الأشياء .. أنا كاتب ، طبيب ، فيزيائي نووي ،فيلسوف نظري .. ولكن أولاً أنا انسان .. انسان فضولي بشدة ...مثلك "
هكذا كان تعريفُ الأستاذ لنفسه عندما سأله فريدي .
وكما أنّ الطيور على أشكالها تقع فقد القت نفس الأستاذ مع زوجته في تناغم ولم تكن تحب ارتباط الأستاذ بـ فريدي باعتباره بربري غيرُ مُسيس لهذه الطبقة وهذا الدين انسانٌ يتعامل بغرائزه يتعامل بـ ( الهو ) والتي يُطلقُ فيها العنان لنفسه لفعل كل الأشياء التي يريدها متى أرادها أو ..يحاول على الأقل ..!
" أرواحنا تستمر طيلة الوقت وتعيش بعدة أجساد عبر الزمان "
فـهذا المبدأ الذي أختلقه الأستاذ جعله يوهم من حوله أن حتى الجماد فيه روح ..!!!
هذا المبدأ الذي آمن به وصدّقه فعلياً كل من حوله إلا فريدي حتى بعد محاولات الأستاذ معه.
سوف تعرف بعد ذلك أن السر الأكبر للعلاقة بين الأستاذ وارتباطه بـ فريدي هو أفعال فريدي تلك الحمقاء التي يصنعها بغريزته والتي تتماشى مع سلوكه كمنحرف بالنسبة لهؤلاء ولكنه منحرفٌ أليف لايؤذيهم ..
لتجد بعد ذلك الحفلة الداعرة والتي سبق الحديثُ عنها في " العيون المغلقة بإحكام " بيدَ أنّ هذه الأخيرة كان على نطاقٍ أضيق الى حدٍ ما وفي تلك الحفلة الماجنة ترى فريدي وحيداً يجلسُ كل مايفعله هو أن يسرح بخياله برغم وجود كل تلك الأجساد العارية وهو مايريده لكنه أحسّ بضغطٍ نفسي لايؤهله لارتكاب هذا الفعل الآن ، ثم تجد غريزته تتعامل مع الأمر حين يُعنف الرجل والذي بدا مُعارضاً لما يفعله الأستاذ من طقوسه الغريبة مع سيدة ما ، وهذا الرجل هو الشخصية المنطقية الوحيدة في هذه القضية لذا وجب التخلص منه ...
ولتتعرف أكثر على مدى جُبن ونفاق هذه الطبقة ومدى تعاملاتهم الزرية ومحاولاتهم اللا إنسانية لكبح جماح شهواتهم وغرائزهم الدفينة فتجدُ زوجة الأستاذ في مشهد مخل لاتجده معبراً عن أي شئ يمس الإنسانية أو الطبائع البشرية مشهد انما يعبر بصدق عن كبح هذه الطبقة لأي تأثرٍ خارجي يُفعل تلك النزعات والرغبات الشهوانية والذي تُمثله زوجته هنا كـ ( الأنا الأعلى ) التي تقتل كل بوادر الشهوة وتكبتها
...ستتأكدُ في هذا المشهد أنّ الأستاذ هو من حنّ الى غرائزه وطبائعه الحقيرة ( الهو ) والتي يُمثلها فريدي.
" ، الطريقة الوحيدة للدفاع عن أنفسنا هي الهجوم ، اذا لم نفعل هذا سوف نخسر كل معركة ، لن نسيطر على بيئتنا أبداً بالطريقة التي يفترض أن نفعلها الا اذا هاجمنا "
كلمات قالتها زوجة الأستاذ منبهة اياه لها تُنبهه الى هدفهم الأسمى الذي يسعون اليه !
في النهاية يعود فريدي الى الأستاذ وهو في حالة يُرثى لها ليجد الأستاذ في قمة الزهو يجلسُ في مكتب يُعادل طابقاً ..!
يضحكُ ويضحك حتى ينتهي الأمر به الى البكاء فهو يضحكُ على حاله ..احتمال ، ويبكي على حال الأستاذ ...احتمال يماثله !
( الأستاذ ) هو حالةٌ نفسية معقدة وجرعة دسمة من الفلسفة الإنسانية التي تميلُ لمحاباة الروح ، البعد الأخلاقي في هذا العمل هو الأهم .
الأستاذ عملٌ يؤرَّخ لأنه يؤرِّخ حِقبة كونية تعيشُ فيها النفس منغلقة ، مبتعدةً كارهة الطبيعه الغريزية ..الطبيعة الحقيقية
بقلم : Omar Mora
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق