عن ألم الاختيار ، وما تنتج عنه الخيارات في الحياة ، معبرا ً عنه جيلان بحكايتة قصة اجيال ، بين اجدادنا و ابائنا وما نحن عليه اليوم ، نحن جيل هذا الزمان ، كيف كنا والى ماذا أصبحنا ؟ سنان الشاب الحالم ، يضعه جيلان ليس بصراع مرحلة ان ينجز شيئاً ( انت في صراع دائم مع الوجود لتحقيق ذاتك ، تحقيق الذات يعني ان تخوض بكل المعارك الضرورية وغير الضرورية ، ان تغطس في وحل الحياة) ، انه قد اختار سلفاً وطارد الحلم .يعود بعد التخرج الى قريته وبيته ، كان قد كتب مخطوطته الاولى ، هناك خطوة اخيرة ليحقق سنان اول نجاحاته في الحياة ، ان يحصد ثمرة الاختيار ،(أنستطيع القول ان خيارنا يجب ان يرتبط بالفائدة ،لكن كيف نعرف ان الذي جنيناه هو ثمرة ، لا يعلم سنان انة ينزلق نحو العدم، لماذا يتحول وعيه بالمأزق مؤلم الى هذا الحد ؟ هل يقول ان الالم هو تمثيل للوعي ؟)
لكن سنان لا يملك الخبرة الكافية بالحياة ، الذي كان يجب علية ان يدرك ، انه خيارة (الكتابة الحرة ) وليس بتأثير الاديولوجيا او الدين كما وهو يشرح لرئيس القرية ، وان يتوقع ان يتم تقدير جهده ورؤيتة بالحياة لتتكفل الدولة بتمويل نشر روايتة . سوف يدرك ان لا مكان لأمثاله ، فتركيا اليوم او اغلب دولنا ، ليس امّم أفراد ، إنما جماعات وشعارات ، لأول مرة جيلان ، يشهر سوطه ويجلد بقسوة بلاده وكيف تسحب سياساتها على يد العقلية الاصولية أفرادها الى الدمار .
نص جيلان ذكي ، ذكي وماكر وعميق ، العمق ليس بالغموض وحده إنما بتعدد الطبقات كذلك ، الرمزية (مشهد رجل الدين الذي يمثل جيل اليوم ، الذي يعرفنا جيلان به وهو فوق الشجرة يأكل بالفاكه المحرمة، المشهد الذي لا يكتفي جيلان بتحديد توجهات الشخوص ، يحفر أعمق في كل ذات مقدمة ، كلما امتد زمن الفلم زادت الطبقات تعددا والشخصيات تعقيداً ، يحفر عميقاً في البئر الانسانية كما سينهي سنان الفلم وهو يحفر ببئر والدة الحالم ، البئر الجاف ! هناك حكمة تحتاج الى بصيرة يشير اليها جيلان وهي ( عليك ان تعرف اين تحفر بئرك)
،(هناك الكثير من القصص بشجرة جيلان ، والتعبير المجازي لحيواة الشخوص تتفرع كلما امتد الشريط ، للصوت عند جيلان حياة التفاصيل الصغيرة ، يلتقط الذرات يلاعب الذاكرة ، يضع ابطالة ويورطك بألم مواجهه الذات ، تقول خديجة لسنان حيث يتحول المشهد للغة الشعر ، فيتجمد الزمن ويكثفه ،تتقرب العدسة من الشابان بحذر والريح على ورق الشجر تؤلف موسيقى داخلية تنبع من قلب الطبيعة ، "لماذا على الانسان ان يختار الحياة الأقرب اليه ؟" وخديجة هاذ ما فعلته حينما اختارت المال على الحب ، يا ترى ما كان عليها حقاً ان تختار ، لا تعرف هي ، ولا غيرها ( جيل اليوم لا يعرف ، لا بوصلة تقودنا ، كأننا نطوف مندفعين نحو المنحدر )
عبقرية جيلان تصرح ، ان تصنع فناً يعني ان تجعل الآخرين يشعرون ، ان تخترقهم القصة ، شخصيات من دم ولحم وذكريات واحلام ، انها الحياة تروى بعدسة كبيرة . سنان يملك من الحكمة الان ويستطيع ان يعبر عن آراءه في الحياة ، العميقة والشعرية "عندما ندرك اننا لسنا مهمين جداً ،لماذا تتأذى غريزتنا ؟أليس من الأفضل ان نتعامل مع ذلك كلحظة مفتاحية للبصيرة ؟نحن من نلد معتقداتنا الخاصة ، لهذا علينا ان نؤمن بالانفصال ،شأنه شأن الحب والجمال ،وان نستعد له.لأن في التمزق و الانفصال انتظار حدوث شيئ جميل .في هذة الحالة ، لماذا لا نتعامل مع هذه المحن على اساس انها كوارث بنّائه،تساعدنا في اختراق خبايانا ؟" هاذ ما يقوله سنان لصديقه الذي تخلت عنة خديجة و اختارت ان تتزوج الصائغ وعلى ما يبدوا من دون ان يسطح جيلان القصة ، يترك هذه المساحة للتخييل و الرؤية للمشاهد ان يمارس فعل المشاهدة بنفس متأمل . خديجة الشابة مشطورة الذات (هل كل جيل له انشطاره الخاص ، الذات والغريزة ينتهيان الى الاختيار ، الزواج حتمي والاختيار كذاك ، والد سنان مدمن القمار والمثقف ، لماذا ينزلق للضياع ؟ ما الذي يجعله فاشل ؟ ، أليس لأنه لا يقر ويعترف بأخطائه ، لا يملك من نقد الذات شيئاً ، انه منغمس بلذاته الصغيرة ، هل هوة نتيجة مشوهه من الجيل السابق ، هل عدم الحب الذي تلقاه من والده ، هاذ ما حدد مصيره وخلق منه رجل انهزامي يعيش بالاحلام والظل ؟ هل هناك إرادة حرة يهمس جيلان ؟
البطئ من اجل فهم الحياة ، طالما يسيئ جموع المشاهدين للأفلام ذات الايقاع للبطيئ ( تعرف كتصنيف جنيرك بالسينما البطيئة -slow cinema)
وهي اللقطات الطويلة الممتدة بدون قطع ، رصد او اقتطاع مشاهد من الحياة ، والحياة بحقيقتها ليست سريعة كما نعتقد (يقول جيلان ) ، اننا أصبحنا نفكر بطريقة سريعة و مشوشة ، مخلوقات معوقة الإدراك نحن ، في عصر الوفرة والاستهلاك . يشتغل جيلان بروح الادب الروسي ، التأمل الشديد في حياة الآخرين ، والمحاولة في اختراق ذوات الشخصيات ، والتي هي نابعة من قلب الواقع الاجتماعي ، وكيف تتشكل وتختار حيواتها ، النظرة الوجودية للحياة ، تعرية ليس الذات الفردية فقط إنما تعرية العقل الجمعي للناس ، البحث عن العلة في الشقاء و الانحطاط ، جيلان يكبر من حجم الإطار الذي تحويه عوالمه التي سبق وعبر عنها ، الان بعد الرحلة الطويلة ، يوجه نقده اللاذع و المتحاذق على السياسة و الدين ، والطبيعة البشرية قبل كل شيئ ، يصر على الحكمة القديمة (وهل هناك من حكمة غيرها ) ان السعادة في التواضع و القناعة ، في معرفة الذات و الإقرار بما لا نملكه ، مراقبه إلانا من الانغماس بنرجسيتها ، الحب والعطاء و التسامح و التفهم ،لان كلنا مربوطين بنفس المصير .
كتب : Mohammed Sabah
لكن سنان لا يملك الخبرة الكافية بالحياة ، الذي كان يجب علية ان يدرك ، انه خيارة (الكتابة الحرة ) وليس بتأثير الاديولوجيا او الدين كما وهو يشرح لرئيس القرية ، وان يتوقع ان يتم تقدير جهده ورؤيتة بالحياة لتتكفل الدولة بتمويل نشر روايتة . سوف يدرك ان لا مكان لأمثاله ، فتركيا اليوم او اغلب دولنا ، ليس امّم أفراد ، إنما جماعات وشعارات ، لأول مرة جيلان ، يشهر سوطه ويجلد بقسوة بلاده وكيف تسحب سياساتها على يد العقلية الاصولية أفرادها الى الدمار .
نص جيلان ذكي ، ذكي وماكر وعميق ، العمق ليس بالغموض وحده إنما بتعدد الطبقات كذلك ، الرمزية (مشهد رجل الدين الذي يمثل جيل اليوم ، الذي يعرفنا جيلان به وهو فوق الشجرة يأكل بالفاكه المحرمة، المشهد الذي لا يكتفي جيلان بتحديد توجهات الشخوص ، يحفر أعمق في كل ذات مقدمة ، كلما امتد زمن الفلم زادت الطبقات تعددا والشخصيات تعقيداً ، يحفر عميقاً في البئر الانسانية كما سينهي سنان الفلم وهو يحفر ببئر والدة الحالم ، البئر الجاف ! هناك حكمة تحتاج الى بصيرة يشير اليها جيلان وهي ( عليك ان تعرف اين تحفر بئرك)
،(هناك الكثير من القصص بشجرة جيلان ، والتعبير المجازي لحيواة الشخوص تتفرع كلما امتد الشريط ، للصوت عند جيلان حياة التفاصيل الصغيرة ، يلتقط الذرات يلاعب الذاكرة ، يضع ابطالة ويورطك بألم مواجهه الذات ، تقول خديجة لسنان حيث يتحول المشهد للغة الشعر ، فيتجمد الزمن ويكثفه ،تتقرب العدسة من الشابان بحذر والريح على ورق الشجر تؤلف موسيقى داخلية تنبع من قلب الطبيعة ، "لماذا على الانسان ان يختار الحياة الأقرب اليه ؟" وخديجة هاذ ما فعلته حينما اختارت المال على الحب ، يا ترى ما كان عليها حقاً ان تختار ، لا تعرف هي ، ولا غيرها ( جيل اليوم لا يعرف ، لا بوصلة تقودنا ، كأننا نطوف مندفعين نحو المنحدر )
عبقرية جيلان تصرح ، ان تصنع فناً يعني ان تجعل الآخرين يشعرون ، ان تخترقهم القصة ، شخصيات من دم ولحم وذكريات واحلام ، انها الحياة تروى بعدسة كبيرة . سنان يملك من الحكمة الان ويستطيع ان يعبر عن آراءه في الحياة ، العميقة والشعرية "عندما ندرك اننا لسنا مهمين جداً ،لماذا تتأذى غريزتنا ؟أليس من الأفضل ان نتعامل مع ذلك كلحظة مفتاحية للبصيرة ؟نحن من نلد معتقداتنا الخاصة ، لهذا علينا ان نؤمن بالانفصال ،شأنه شأن الحب والجمال ،وان نستعد له.لأن في التمزق و الانفصال انتظار حدوث شيئ جميل .في هذة الحالة ، لماذا لا نتعامل مع هذه المحن على اساس انها كوارث بنّائه،تساعدنا في اختراق خبايانا ؟" هاذ ما يقوله سنان لصديقه الذي تخلت عنة خديجة و اختارت ان تتزوج الصائغ وعلى ما يبدوا من دون ان يسطح جيلان القصة ، يترك هذه المساحة للتخييل و الرؤية للمشاهد ان يمارس فعل المشاهدة بنفس متأمل . خديجة الشابة مشطورة الذات (هل كل جيل له انشطاره الخاص ، الذات والغريزة ينتهيان الى الاختيار ، الزواج حتمي والاختيار كذاك ، والد سنان مدمن القمار والمثقف ، لماذا ينزلق للضياع ؟ ما الذي يجعله فاشل ؟ ، أليس لأنه لا يقر ويعترف بأخطائه ، لا يملك من نقد الذات شيئاً ، انه منغمس بلذاته الصغيرة ، هل هوة نتيجة مشوهه من الجيل السابق ، هل عدم الحب الذي تلقاه من والده ، هاذ ما حدد مصيره وخلق منه رجل انهزامي يعيش بالاحلام والظل ؟ هل هناك إرادة حرة يهمس جيلان ؟
البطئ من اجل فهم الحياة ، طالما يسيئ جموع المشاهدين للأفلام ذات الايقاع للبطيئ ( تعرف كتصنيف جنيرك بالسينما البطيئة -slow cinema)
وهي اللقطات الطويلة الممتدة بدون قطع ، رصد او اقتطاع مشاهد من الحياة ، والحياة بحقيقتها ليست سريعة كما نعتقد (يقول جيلان ) ، اننا أصبحنا نفكر بطريقة سريعة و مشوشة ، مخلوقات معوقة الإدراك نحن ، في عصر الوفرة والاستهلاك . يشتغل جيلان بروح الادب الروسي ، التأمل الشديد في حياة الآخرين ، والمحاولة في اختراق ذوات الشخصيات ، والتي هي نابعة من قلب الواقع الاجتماعي ، وكيف تتشكل وتختار حيواتها ، النظرة الوجودية للحياة ، تعرية ليس الذات الفردية فقط إنما تعرية العقل الجمعي للناس ، البحث عن العلة في الشقاء و الانحطاط ، جيلان يكبر من حجم الإطار الذي تحويه عوالمه التي سبق وعبر عنها ، الان بعد الرحلة الطويلة ، يوجه نقده اللاذع و المتحاذق على السياسة و الدين ، والطبيعة البشرية قبل كل شيئ ، يصر على الحكمة القديمة (وهل هناك من حكمة غيرها ) ان السعادة في التواضع و القناعة ، في معرفة الذات و الإقرار بما لا نملكه ، مراقبه إلانا من الانغماس بنرجسيتها ، الحب والعطاء و التسامح و التفهم ،لان كلنا مربوطين بنفس المصير .
كتب : Mohammed Sabah
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق