السبت، 1 فبراير 2014

A Single Man 2009

الخوف هو عدونا الحقيقي
الخوف الذي غطى عالمنا
الخوف الذي يتم استخدامه كأداة للتلاعب بمجتمعنا
ويستخدمه السياسيون لفرض القوانين الهدامة
فكرو بالأمر ..
الخوف بدأ بغزونا
الخوف من وجود الشيوعيين يراقبونا في كل مكان
الخوف من بعض الدول الغربية التي تعتقد ان طريقتنا تشكل تهديداً لهم
الخوف من اننا ضعيفي التأثير ولن يسمح لنا احد بلخروج عن هذه الدائرة الروتينية التي احاطت عقولنا طوال هذه السنين ..




الخوف

هو ان اموت وحيداً وليس هنالك احد يبكي على فراقي

كلمات معبرة تعكس المخاوف التي تداورت خلال رأس البروفيسور جورج مالكوني الذي فقد رفيقه في بداية الستينات في مدينة لوس انجلوس إثر حادثة مروعة ويبقى يتجرع الأستاذ الجامعي جورج مرارة الوحدة المميتة التي تؤثر على حياته الاجتماعية ومستقبله المهني .
جورج الذي سيلتقي مع الكثير من الاشخاص الذين سيكون لديهم بعض التأثير على حياته والمعنى الذي يفتقده، بدءا بصديقته المخلصة شارلي التي لعبت دورها ببراعة الممثلة جوليان مور.
عالم الازياء والاناقة الجذابة الذي ينحدر منه المخرج ترك انطباعه وبصمته الواضحة على العمل الذي يقدم موضوعا سوداويا وتراجيديا بشكل ساحر ، راقي لم يعجب الكثير من المتابعين السينمائيين رغم ان الكثير اشاد بهذا العمل المميز المبني على الرواية المقتبسة من رواية الكاتب كريستوفر إيشروود، وتألق المبدع البريطاني كولن فيرث الذي استحق جائزة عن دوره في مهرجان البندقية وترشيحا للأوسكار، بعد أعوام طويلة في الصفوف الخلفية للأضواء

الفيلم من صنف الأعمال التي تعطي الجسد مكانة مركزية في شبكة العلاقات بين الافراد. كل جسد هو قصة لها دوافعها الشهوانية وتأثيره العاطفي المجنون ، كل نظرة هي دعوة الى المشاطرة بشغف غير عقلاني، كل لقاء هو فرصة يتعين انتهازها.

تتسارع مشاهد الفيلم منذ لحظة امساك جورج بالمسدس تحضيرا للانتحار وهو في كامل أناقته الكلاسيكية و كل حركة بين الشخصيات له وظيفته الدرامية الحاسمة التي تتغذى بحوارات ساحرة بطيئة لكن عميقة.

ذكاء السيناريو الجاد يمتاز في توزيع اشعاع البطولة على الأشخاص الذين يفترض أنهم يقومون بأدوار ثانوية وهدم مركزية دور البطل، وكأن المغزى من هذه الهندسة الدرامية هي أن الانسان يستمد حماس الحياة من الآخرين وليس من شخصه

أما المخرج توم فورد الذي نجح بل اختبار السردي السينمائي المحترف فيدخل ويقامر بخطورة تامة على اتخاذ هذه المقاربة الكلاسيكية للإطار المتميزة بثبات الكاميرا وبطئ الحركة ومطابقة الصورة مع الشخصية الفاعلة في اللحظة كأنه يعود بنا للأيام السيريالية الساحرة للمبدع ديفد لينش .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق