السبت، 1 فبراير 2014

THE LAKE HOUSE

بعد مرور أحد عشر عاما عن الفيلم الأول الذي جمع ساندرا بولوك وكيانو ريفز ، اجتمع الممثلان مجددا ليعيشا قصة حب جديدة.
منزل البحيرة هو نسخة جديدة من فيلم سيوراي للمخرج الكوري لي سيونغ هيون في عام 2000، ولاقى نجاحا كبيرا في مهرجان بوسان السينمائي الدولي. , تم إنتاجه عام 2006, كتبه دايفيد أبورن وأخرجه المُخرج الأرجنتيني اليخاندرو اجريستي
في يوم ما جائني اتصال من صديق مقرب جداا لى يبشرني بخبر سعيد وهو تحديد موعد قرانه على الأنسانة التى يحبها وتحبه فا أنا على دراية تامة بقصة الحب القوية تلك التي جمعتهما ، سعدت جداا بهذا الخبر ثم خطر على بالي سؤال، لِمَ ليس أنا هذا الشخص؟!* فمن حقي انى اعيش قصة حب مع انسانة تصبح زوجتى اسس معها حياة وبيت وأسرة ؟ فتدراكت نفسي وقلت الحمد لله وبسم الله ما شاء الله ويارب بارك لصديقى واكرمه .
مشاهدتى للمرة الأولي لهذا الفيلم كانت جميلة و قاسية فى نفس الوقت ، حيث انك فور الاندماج في الأحداث تتناسى كل أتى به من أفكار غير منطقية وتركز على الأحاسيس والمشاعر الجميلة التي ميزت كل لحظاته حتى انك في بعض الأحيان تشعر بنوع من الدفء الداخلي والأمل الكبير ومن الممكن أن تجد نفسك تعيد التفكير في بعض المحطات التي مرت في حياتك وبطريقة غريبة تقول ماذا لو أني لم استسلم آنذاك وما أصعب الشعور بالندم بسبب تضييع فرص لا تعوض في الحياة لكن مع ذلك تسترد وعيك بسرعة لان مازال للحياة معنى بما اننا لازلنا جزءا منها.
مع كل تلك الأحاسيس و المشاعر الدافئة جعلتني اتذكر مرارة تجربتى الوحيدة التى جعلتنى لا اؤمن وجود الحب الافلاطوني الذي تلغي فيه حبك لذاتك وتركز على حب الآخر ، وتركني هذا الفيلم مع سؤال لم أعرف اجابته حتي الآن ... ماذا لو أنك قضيت حياتك كلها دون أن ينتظرك أحد ؟




**عالم خيالي **
يبدأ الفيلم مع انتقال الطبيبة (كيت فورستر) من سكنها بحزنٍ وتردد، حيث ستفارق منزل البحيرة، ذلك المنزل الزجاجيّ من جهاته الأربع، العائم بأعمدتهِ على ضفّة بحيرة مشيغان، بصحبة كلبها "جاك"، لتسكن في شقةٍ قريبةٍ من المستشفى، كي تستهل عملها الجديد كطبيبة في أحد مستشفيات المدينة، وقبل رحيلها تترك في صندوق البريد القائم بالقرب من المنزل رسالة إلى الساكن القادم بعدها، تسأله فيها أن يقبل اعتذارها عن لطخة طلاء تحمل آثار قدم كلبها جاك، وعن تركها صندوقاً مغلقاً في الغرفة العلوية، لأن اللطخة والصندوق كانا في المنزل قبل أن تسكنه، كما تطلب منه أن يترك لها الرد في صندوق البريد
سرعان ما يظهر الشاب (اليكس وايلر) الذي تستولي عليه بدوره غلالة من الحزن ليقيم في المنزل ذاته ويقرأ رسالة كيت التي تثير دهشته، لعدم وجود أي لطخة في ممر المنزل ولا صندوق في الغرفة العلوية، فيترك لها الرد بأنها لابد أن تكون قد وضعت خطابها في صندوق بريد غير الذي تقصده وأنها ربما تتحدث عن منزل آخر.
نعود بعدها لكيت، التي تجلس مع أمها (ويلكه فان اميلروي) في حديقة تستمتعان بشمس الشتاء، حين تقع أمامهما حادثة مرور بشعة يلقى شاب مصرعه على أثرها، بعد أن تحاول كيت إنقاذه في المستشفى. ولأن محاولتها تذهب هباء فإن شعور الخوف يتعمق بداخلها فتقرر الرحيل بعيدا لكي تلقي نظرة على "منزل البحيرة"، حيث تجد في صندوق البريد رد اليكس بأنها أخطأت العنوان. لكنها تلاحظ انه كتب تاريخ العام 2004، فترد عليه بأنه هو الذي أخطأ التاريخ فالعام هو 2006 لابد أن أحدهما على صواب والآخر على خطأ.
هنا نكتشف جوهر حبكة الفيلم، وهو أن الأحداث تدور في الزمنين معا، حيث يعيش كل من البطل والبطلة في زمنه الخاص، وهذا هو ما يدركه اليكس خلال عمله في إصلاح المنزل وطلائه، حين ظهر كلب ويدوس الطلاء بقدمه ليترك الأثر في مكانه الذي تحدثت عنه كيت تماما، ويبقى أمر الصندوق في الغرفة العلوية غامضاً.
وف تدرك كيت قبل اليكس أن فجوة زمنية تفصل بينهما، وعندما يتأكد اليكس من وجود هذه الفجوة يقرر أن يتبادل معها الأفكار ثم المشاعر عبر الرسائل التي يضعانها في صندوق البريد "السحري" الذي ترتفع أو تنخفض فوقه شارة حمراء غامضة دليلا على وجود رسالة بداخله. وسوف تتحول الرسائل بين كيت واليكس إلى حوار نسمعه على شريط الصوت كأنهما موجودان في مكان واحد رغم تباعد الزمنين.
هذا الحوار سوف يتيح لهما، ولنا، الدخول إلى عالمهما الخاص، فهو ابن المهندس المعماري غريب الأطوار سايمون وايلر (كريستوفر بلامر) الذي ضحى بحياته الأسرية من اجل تصميماته الهندسية المدهشة، مثل ذلك المنزل الزجاجي فوق البحيرة، وعندما نرى الأب وهو يتحدث عن تخلل الضوء عبر الزجاج تلتمع في عينه بارقة الإبداع الفني الذي يكاد أن يصل إلى حافة الجنون.
على الجانب الآخر فإن كيت الطبيبة تنهمك في عملها في المستشفى، لكنها لا تزال تعيش حالة حزن على فقد أبيها الراحل، كما تعاني فتور علاقتها بصديقها مورغان ، اثنان يعانيان من الوحدة والحزن، ولعل هذا هو ما يجمع بينهما، وبرغم محاولاتهما أحيانا عبور الحاجز الزمني الذي يفصل بينهما فإنهما يخفقان، فهو يبحث عن مسكنها الذي تقول إنها تقيم فيه فيجد أن البناية التي تتحدث عنها لا تزال في طور التشييد، كما أنها تبحث عن الأماكن التي يحكي عن وجوده فيها فلا تجد إلا كتابات على الجدران ليخبرها انه انتظرها لكنها لم تأت، وعبر الحوار من خلال الخطابات يسألها: "هل هذا يحدث حقاً؟" فتجيبه "ربما كان مستحيلاً، لكنه يحدث بالفعل".
لاحقا، سيتعرف اليكس على وجود الصندوق في الغرفة العلوية، لأنه الصندوق الذي وضع فيه رسائل كيت بعد أن فقد الأمل في اللقاء بها، ثم يقرر الرحيل عن "منزل البحيرة" ليعود إلى مشروعات ينوي إنجازها في شركته الخاصة بعد استقلاله عن أبيه، وهنا يقترب الفيلم من خاتمته التي يحاول بها تفسير أجوائه الغامضة، إذ يعود إلى اللحظة التي قررت فيها كيت أن تستأجر منزل البحيرة لتبرق في ذهنها "الحادثة" التي نشأت عنها القصة كلها، بل يمضي الفيلم إلى افتعال خاتمة سعيدة لأنه لم يستطع أن يتخلى عن نزعته الهوليوودية .

** عن الفيلم **
حفل الفيلم بإشارات عديدة عن لحظات ربما كانت خارج الزمن جمعت بينهما دون أن يدركاها، كما أن أشياء تنتقل بينهما دون أن يجمعهما مكان حقيقي واحد، ليدخل المتفرج في متاهة درامية قد تصيبه بالدوار أو الشجن، فكلما بدا أن لحظة اللقاء قد حانت يتكشف أنها لا تزال مستحيلة، غير أن هناك مشهداً لحفل عيد ميلاد كيت، يحضره اليكس بالصدفة وهو يحمل رواية قد فقدتها، فهل كان ذلك اللقاء في الحفل حقيقياً أم تخيلاً؟
حاول المخرج أن يرينا بأن هذا العالم أصغر مما نعتقد، وبأنه قائم على نفس منظومة المشاعر على اختلاف البشر وتنوعهم، ونقرأ جلياً أثر هذه العلاقة بين الحبيبين برغم المسافة بينهما والتي تأتي هنا زمانية لا مكانية، على علاقاتهما بعائلتيهما، وخصوصاً علاقة أليكس بوالده ومثله الأعلى.
والرابط بين الاثنين هو منزل البحيرة، والكلب، منزل البحيرة الزجاجي بما يمثله من أفق مفتوح، وعالم بعيد عن ضوضاء المدينة قريب من دفء النفس الإنسانية، والكلب الذي يرمز دائماً للوفاء، والألفة، والود، هذا المنزل الأنيق الذي صممه الوالد لزوجته، أي والدة "أليكس" المتوفاة، كرمز آخر للحب في زمن مختلف، وللوفاء لماض جميل.
كذلك لا يمكننا أن ننسى طريقة تناول الفيلم لعلاقة الزمن بالقدر، وتناول الفيلم لفكرة الموت وعلاقته بخيارات الناس والخطوات التي يقومون بها باتجاهه، واضطر الفيلم هنا إلى التعامل مع هذا الموضوع بعبثية ربما يراها المخرج نفس عبثية الواقع، وأراها عبثية جاءت فقط لضمان نهاية يريدها المخرج ولا غنى له عنها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق