الأحد، 16 مارس 2014

Gravity (2013)


 الإخراج و الكتابة و التثمثيل و تقييمي

فيلم سيناريو خفيف وقصة عادية
لكن بإخراج مذهل جدا مع موسيقى تصويرية رائعة جدا
مع تصوير سينمائي ايضا مذهل ومبهر جدا بالتأكيد المخرج الفونسو اثبت نفسه هذه المرة بأنه مخرج عظيم ويستحق كل الجوائز
وايضا اداء ساندارا الرائع استحقت الترشيح
قاز بـ 7 جوائز اوسكار

Won 7 Oscars. Another 104 wins & 75 nominations.

الفيلم أيضا في قائمة أفضل 250 فيلم في التاريخ
Top 250 #176 





مراجعة بقلم : moeatthemovies84

كل عقد يحتوي عليهم. تلك الأفلام التي تحبس أنفاس المشاهدين بشكل مذهل. الأفلام التي تدهشك بتميزها وجمالها وقوتها. الأفلام التي تبقى في مخيلتك لفترة طويلة بعد الانهاء من مشاهدتها. الأفلام التي تجعلك لا تستطيع مقاومة رغبتك في مشاهدتها مرات عديدة أخرى. في هذا العقد الثاني من الألفية الجديدة، فيلم “الجاذبية” هو واحد من أولئك الأفلام. إنه فيلم استطاع أن يستحوذ على كامل اهتمامي من أول مشهد و لا يدعني أصرف أنتباهي عن كل تفاصيله . حتى لهذه اللحظة وأنا أناضل من أجل العثور على الكلمات المناسبة لوصف أحساسي بهذا الفيلم وكيف أعطاني تجربة حيوية لا تنسى. يكفي القول أن فيلم “الجاذبية” جمع كل عناصر التميز، من اخراج دقيق، تمثيل مدهش ، كتابة حادة ، موسيقى قوية ومؤثرة، و تصوير سينمائي رائع، كل هذه العناصر كونت صورة فريدة ، وقدمت لنا فيلما من أعظم الأفلام في تاريخ السينما

فيلم “الجاذبية” من اخراج وتأليف ألفونسو كوارون بالتعاون مع ابنه جوناس كوارون. الفيلم من بطولة النجوم ساندرا بولوك وجورج كلوني و يحكي قصة رائد فضاء ومهندسة طبية في مهمة في الفضاء يتعرضون الى حادث غير متوقع يجعلهم على شفى الموت. فيلم “الجاذبية” من نوعية الخيال العلمي و يمتد عرضه لساعة و إحدى وثلاثون دقيقة

من العوامل الرئيسية التي تؤكد أن فيلم “الجاذبية” سيترك علامة فريدة في تاريخ السينما ، هو بلا شك المجهود الرائع الذي يبذله المخرج ألفونسو كوارون في كل جزء من هذا الفيلم. لقد كنت من المعجبين بهذا المخرج منذ مدة زمنية، وخاصة بعد فيلمه الممتاز “أطفال الرجال” (2006)، لكنه بالفعل نجح هنا في صنع فيلم أفضل منه. فيلم “الجاذبية” هو رائعته السينمائية بلا منازع . الطريقة الفريدة التي استخدم فيها المؤثرات الخاصة في هذا الفيلم مكنته من تقديم هذه الرواية بصورة بديعة تضاف إلى العديد من نجاحاته السابقة في صناعة السينما. من الواضح أن كوارون معجب بشكل كبير بالفيلم الكلاسيكي “2001: أوديسا الفضاء” للمخرج العملاق ستانلي كوبريك و ذلك من خلال احتواء فيلم “الجاذبية” العديد من الإيماءات التي توجه التحية لهذا الفيلم الذي ترك أثرا كبيرا في نفوس جميع محبي أفلام الخيال العلمي. كوارون يجعل الأحداث تتوالى بطريقة سلسة و منطقية لا تترك للجمهور الفرصة للإحساس بالملل و في الوقت نفسه لا ينسى أن يعطر فيلمه بالمشاهد الهادئة الرقيقة في وقتها المناسب. يعمل كوارون في فيلم “الجاذبية” مع الملحن ستيفن برايس في خلق موسيقى تصويرية ملائمة تماما للمشاهد ومثيرة وشيقة للجمهور. الموسيقى هنا نابضة بالحياة، مخيفة، مؤرقة، وتملأ الجمهور بذاك الشعور المقلق بينما يواجهون تلك المشاهد الفوضوية التي تنفجر أمام أعينهم

جانب آخر من فيلم “الجاذبية” الذي زاد من عظمته ، هو السيناريو المكتوب بدقة. صناعة فيلم يرتكزعلى شخصين فقط في كامل مدة عرضه تقريبا، لابد أن يكون تحدي كبير لأي طاقم سينمائي. ومع ذلك، تمكن ألفونسو وابنه جوناس من التغلب على كل العقبات و ملء هذان الشخصيتين الرئيسيتين بكل العاطفة والعمق لجعل الجمهور يندمج بالكامل في مصيريهما أثناء هذه المهمة الخطرة. تلك هي علامة على قوة السيناريو وتمكنه ، وهذاما يتمتع به فيلم “الجاذبية” بكل تأكيد

التصوير السينمائي المدهش لهذا الفيلم يستحق هو الآخر اهتماماً خاصا لاحتوائه على الكثير من الصور المذهلة التي تجعلني أصنفه بسهولة على أنه أجمل فيلم مصور سينمائياً لعام2013. ليس من المستغرب أن ألفونسو قادر على ان يعطينا هذه المشاهد الرائعة في ظل تعاونه مع شريكه المعتاد المصور السينمائي الفنان إيمانويل لوبزكي. يعمل التصوير السينمائي جنباً إلى جنب مع المؤثرات البصرية الرهيبة التي لم أر لها مثيلاً في أي فيلم آخر، على أن يندمج الجمهور كليا في عالم الفيلم بأسلوب مثير وأخاذ حقاً. خلاصة القول، فيلم “الجاذبية” هو مثال للانسجام التام بين لتصوير السينمائي والمؤثرات البصرية

يعطي الأداء التمثيلي المتميز جميع هذه العناصرالمختلفة لفيلم “الجاذبية” قوة إضافية ، من خلال أداء الممثلين الموهوبين ساندرا بولوك وجورج كلوني. تقدم بولوك هنا عرضا مميزا بعد دورها الحائز على جائزة الأوسكار في عام 2009 في فيلم “الجانب الأعمى”، و تثبت مرة أخرى أنها قادرة على القيام بأدوار درامية كبيرة، مليئة بسحرها المعهود، و إنتاج تحفة تمثيلية هي الأفضل في مسيرتها الفنية حتى الآن. تلعب بولوك دور المهندسة الطبية (ريان ستون) بإتقان تام وتشد انتباه المشاهد من اللحظة الأولى وتجعله يرتبط بهذه الشخصية بقوة. عادةً، ينظر إلى أفلام الفضاء بأنها الباردة و المفتقرة للمشاعر، ولكن بولوك تعطي شخصية (ريان) الكثير من الدفء و المشاعر و الحب التي تجعل الجمهور يتعلق بها. تتحمل (ريان) العبء الأكبر من جراء الأحداث الكارثية التي تجري ، وهو الأمر الذي يجعلها تعتمد على تصميمها و شجاعتها للتغلب عليها. أنا حقا مستمتع بعمل ساندرا بولوك في فيلم “الجاذبية” و أعتقد أنها تستحق الترشح لجائزة الأوسكار، والفوز بها أيضا. جهد هائل و مدهش بالفعل

الأداء الآخر الجدير بالذكر هو أداء الممثل جورج كلوني كرائد الفضاء (مات كوالسكي). يضفي كلوني جاذبيته المعهودة وابتسامته الساحرة و يجعل (كوالسكي) الشخصية الوحيدة في الفيلم التي تملأه باللحظات الفكاهية التي تأتي في الأوقات المناسبة و تغير من روح الفيلم . الإنسجام التام بين جورج كلوني وساندرا بولوك يمتعانني حقا في هذا الفيلم. فهما ينسجمان تماما في كل مشاهدهما المشتركة و يستجمعا كل مواهبهما الفريدة في فيلم “الجاذبية” لخلق زوجين فضائيين حقيقين. على الرغم من أن شخصية بولوك هي الرئيسية في هذا الفيلم، فإن عمل كلوني المبدع من خلال شخصية (كوالسكي) لا يمكن إنكاره لأنه يعطينا دوراً مميزاً آخر لنتذكر به هذا الممثل المحبوب

أنا حقاً مغرما بفيلم “الجاذبية”جدا منذ مشاهدتي له في المرة الأولى. هو من نوعية الأفلام التي تذكرنا لماذا نعشق هذا الفن الفريد والجميل المسمى بالسينما. إنه فيلم يثير، يشوق، ويأسر جمهوره بطريقة لا يمكن أن تحدث إلا للأفلام الخالدة. إنه فيلم يتمتع بإخراج، تمثيل، كتابة، تصوير سينمائي، و موسيقى على أعلى مستوى، تجتمع كلها معاً لتعطي لنا شيئا فريدا حقاً. في الواقع، كيفية عمل كل تلك العناصر بهذه الطريقة المثالية لا تزال تثير اعجابي بشدة حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذا النقد الفني. حقا، ليس هناك ما يكفي من الكلمات التي يمكنني استخدامها لوصف الأثر العميق الذي تركه فيلم “الجاذبية” في نفسي. أنا سعيد أيضاً لأن أفلام مثل هذه الملحمة الرائعة للمخرج كوارن ما زالت تصنع في هوليوود لأنها هي تلك النوعية من الأفلام التي تظهر مدى قدرة الأفلام السينمائية الناجحة على استلهام و مداعبة مشاعر الجمهور. فيلم “الجاذبية” ليس فقط من أفضل أفلام هذا العام و العقد، بل هو واحد من أعظم الأفلام التي كانت من دواعي سروري مشاهدتها والتمتع بها. إنه انتصار سينمائي مذهل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق