الثلاثاء، 1 يوليو 2014

Blue Is the Warmest Color (2013) حياة أديل

  
 الإخراج و الكتابة و التثمثيل و تقييمي


راجعوا هذا الرابط
http://ismailsona.blogspot.com/2014/02/blog-post_7.html


الأزرق أكثر الألوان دفئاً – Blue Is the Warmest Color ، هو عنوان آخر ابداعات المخرج الفرنكفونى التونسى الأصل عبد اللطيف كشيش، الفيلم من انتاج عام 2013 ورشح لجائزة الجولدن جلوب واستطاع حصد السعفة الذهبية لمهرجان كان الفرنسى.

لنبدأ من العنوان، اختيار كشيش اللون الأزرق  كتورية للإشارة عن الإثارة و الإنسلاخ و الحرية -هى المحاور الثلاث التى يقوم عليها عمله- لهو جد جديد. طالما ما تصدر اللون الأحمر هذه القائمة للتعبير عن مفاهيمها كفيلم Three Colors: Red 1994 للعبقرى البولندى كريستوف كيلسوسكى.  حتى فى الأدب ، دائماً ما كان الأحمر فى قصائد الشعراء إستعارة عن التضحية وإعلان الحروب والدماء فى كل بقعة وصوب.  اما الأزرق، فعادةً ما يكون كناية عن الغربة، الموت و الغموض ويمكن أن نشاهد هذا بوضوح فى فيلمى The Forgotten 2004 و The Matrix 1999 وكلاهما يتحدثان عن تدخل كيانات ذكية فى حياة الإنسان، ويظهر فيهما ان الواقع المتخيل يميل الى ألوان هادئة مريحة  كالأخضر والبرتقالى، بينما الأزرق هو حقيقة العالم البائس، عندما تنكشف الحقائق ويعلم “نيو” بعالم الآلات و”تيلى” بالفضائيين.
الشاهد، ان الألوان كثير ما تستخدم للدلالة على الحالة العامة ومغزى الفيلم.
وفى فيلم ” Blue Is the Warmest Color” نجد “أديل” طالبة مراهقة تبحث عن ذاتها كغيرها مِن مَن يماثلوها العمر، تلتقى فى احد الايام مصادفةً بـ “إيما” ذات الشعر الأزرق ، فنانة تشكيلية تكبر أديل بخمس سنوات تقريباً ، ثائرة ، متحررة ، لا تعير للعالم اهتماماً، تتطور العلاقة بينهما لتصبح اكثر من صداقة ليصير الفيلم اشبه برواية نسوية من القرن التاسع عشر ، حيث تتعرف الأثنى لأول مره على جسدها والبوح بمشعرها وعاطفتها دون رهبة او خوف.
هل هذا ما يريده كشيش ؟! فيلم يناقش عقلية المرأة بين أنثى وأنثى، ليس كما اصطلح عليه وعُرِف بأنثى ورجل . يمكن للمشاهد العادى ان يرى فى الفيلم الحبكة الإعتيادية للأفلام الدرامية بين ابطال وازمة ونهاية طبيعية ، لكن الجديد ان الفيلم عرض قضايا الإنسان ، العالم، الهوية ، الجسد ليس بين كيانان متحاربان او علاقة بين انثى ورجل بل انثى وانثى ، لا فارق بينهم غير اختلافهم من حيث التفكير والعادة والبيئة لا على اساس الجنس او الإختلاف البيلوجى.
استطاع هذا الفيلم ان يجذب الجميع بداية من الجمهور الى النقاد مما مهد لعاصفة من التأويلات التى ربما نشترك فيها اليوم   للبحث عن المغزى الواضح الذى يريد “كشيش” ايصاله خاصةً بعد فوزه كأفضل مخرج فى مهرجان “كان” السينمائى .

Moamen Afifi



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق