السبت، 9 مارس 2019

Roma 2018


"كنت دائماً أرغب في صنع فيلم أكون مرتحاً له وهو ما حصل تماماً مع فيلم Roma وهو الفيلم الأول الذي تمكنت من نقل مشاعري فيه كما أريد تماماً من بداية مسيرتي الأخراجية"
ألفونسو كوران في أول تصريح له بعد العرض الدعائي لفيلمه Roma الذي وصفة بأهم فيلم في مسيرته الفنية.
تدور أحداث الفيلم في مكسيكو سيتي ما بين عامي 1970 و1971، وهي أحداث مستوحاة من قصة امرأة حقيقية تدعى ليبو، التي استلهم منها المخرج شخصية "كليو"، وهي عاملة منزلية ومربية أطفال كانت تعمل لدى أسرة تشبه كثيرا أسرة مخرج الفيلم و"روما" هو اسم الحي الذي تربى فيه المخرج كوارون، وفيه صورت مشاهد الفيلم أيضا. لكن تلك التفاصيل المقاربة للواقع أقل أهمية من العاطفة التي نشاهدها بالفيلم من أوله لآخره معبرا عن حب واحترام عميق من المخرج لـ"كليو"، وارتباطه بمكان وزمان نشأته.
يقول كوارون: " كان هنالك ثلاثة عناصر تمثلّت أمامي عندما جاءتني فكرة هذا الفيلم. الأول أنه سيكون عن كليو، والثاني أني سأصنعه عبر ذكرياتي، والثالث أنه سيكون فيلم أبيض وأسود. حالما جاءت لحظة البدء، أدركت أني لن أستخدم الأبيض والأسود القديم الذي يستحضر روح النوستالجيا، لأن ذلك الفيلم يمثل نظرة إلى الماضي عبر وجهة نظر الحاضر، عبر فهمي اليوم. سيكون أبيض وأسود عصريًا، أبيض وأسود 65 مم، ديجيتال، واضح، بلا حبوب ".

Image may contain: 6 people, people smiling, people sitting and indoor



لم تكن الذكريات الشخصية وحدها هي ما وجد طريقه إلى الشاشة في "روما"، فمعها تصاعدت لحظات من تاريخ المكسيك عند أوائل السبعينات، فيمتزج في روما الخاص بالعام بانسيابية، في أحد المشاهد تنفجر المظاهرات خارج محل الأثاث الذي وقفت فيه كليو مع والدة صوفيا يبحثان عن مهد لرضيع كليو المُنتظَر. تتحول المظاهرة سريعًا لمشهد دموي يتم فيه تبادل إطلاق النيران ويسقط الكثير من الضحايا الشارع، ويكون ما رأيناه للتو صورة سريعة من مجزرة "كوربس كريستي" التي وقعت في يونيو 1971 وراح ضحيتها 120 مدنيًا.
يقول كوارون عن هذا: " تسعين في المائة من المشاهد التي تراها في الفيلم مأخوذة من ذاكرتي. ما حاولت أن أفعله هو أن أمزج ما بين السياق الشخصي والاجتماعي في الوقت نفسه. لأننا هنا نتحدث عن الجروح الشخصية، وهذه قطعًا فترة تركت جروحًا في نفسي ربما للأبد، ويمكنني أن أفترض أنها تركت جروحًا داخل الشخصيات في الفيلم. لكن بالإضافة لهذا، تركت الأحداث الاجتماعية التي تم تصويرها بعض من أعمق الجروح في الذات المكسيكية. "
بالرغم من أن هذا الفيلم يركز بالأساس على المربية ويمنحها دور البطولة، فإن كوارون يرجع بذاكرته ليكشف لنا بالصورة عن الأشياء التي تعلق بها في صغره، وأثرت على اختياراته في الحياة، وجعلته واحدا من أهم صناع الأفلام في وقتنا الحالي من خلال مشهد ظهر به الاطفال وهم يخططون لمشاهدة فلم وعن عشقهم للسينما.
"في هذه المرحلة، أتمنى صناعة فيلم صغير في المكسيك. أشعر بالحنين إليها. لقد مر وقتا طويلا على زيارتي لها...أعتقد أنني في حاجة إلى إعادة التواصل مع شعوري الخاص بالوجود"
- ألفونسو كوارون، قبل صناعة فيلم Gravity.
اعتمد كوارون في أغلب المشاهد على الكادرات الواسعة والحركة الأفقية الهادئة، التي تتيح للمشاهد رؤية أشمل وتضعه في موضع الشاهد والمُراقب، بينما تخلى كوارون عن ذلك النمط في المشاهد الفاصلة، حيث كنا نشاهدها من وجهة نظر "كليو" نفسها في محاولة موفقة منه لدفع المُشاهد للتوحد مع الشخصية.
كوران ذكر أن توزيع الأفلام الغير ناطقة بالأنجليزية تعاني مشاكل في توزيعها بالعالم فالجميع يرغب بالأفلام الناطقة بالأنجليزية لذلك قرار التوزيع لنتيفلكس كان بسبب أنتشارها ولا يكاد يخلو منزل من أشتراك فيها لذلك الجميع سيشاهد فيلمه.

Osama Mousa Miqdadi

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق