"أؤمن بالسينما التي تثير المتعة. التسلية. البهجة. لسنا مضطرين ان نشعر بالضجر كي نفكّر. عندما أشاهد فيلماً لبرتوللوتشي، لريزي، لتشيمينو، لبكينباه، لا أسأل نفسي اذا كان فيلم مؤلف أو لا. هل "الباحثون" فيلم للمثقّفين أو للجمهور العريض؟ لا أعرف. الفيلم الكبير يتوجّه للجميع. في أي عمر تشاهده، ترى فيه شيئاً آخر. ان تشاهد "الفهد" في العشرين ليس كما تشاهده في الأربعين أو الستين.
في نظري، الستينات والسبعينات هي العصر الذهبي للسينما والموسيقى والسياسة. كانت مرحلة عظيمة. سينمائيون من تلك المرحلة ما كانوا أنجزوا ما أنجزوه من أعمال كبيرة لو جاؤوا قبلها أو بعدها بعشر سنوات. هذا ينسحب على إيطاليا واليابان والولايات المتحدة وبدرجة أقل فرنسا.
بالنسبة لي، الحديث عن السبعينات يعني الحديث عن الراهن. لماذا زمننا لا تزال السبعينات هاجسه؟ آخر فيلم لتارانتينو يحدث في ١٩٦٩ مثلاً. زمننا لا يحمل أي أفق. هذا الانبهار بالسبعينات يقول شيئاً مقلقاً عن حاضرنا. كما لو اننا لم نعد ننظر سوى في المرآة الخلفية للسيارة. تميزت السبعينات بالابتكار، والحرية، أما اليوم فنحن في زمن شديد البوريتانية والانغلاق. هذا الهوس بالسبعينات تجده عند مخرجين مثل ديفيد فينتشر ومايكل مان وجيمس غراي، هؤلاء لا يفعلون سوى مخاطبة السبعينات.
منذ بدايتها، قيل دائماً ان السينما ماتت. نهاية اللوميير، نهاية ميلييس، نهاية الصامت التي قضت على السينما بعبورها إلى الناطق، ولادة التلفزيون... ونتذكّر تصريحات ڤيم فاندرز في السبعينات عن موت السينما... ألا يتوجب قول عكس ذلك، ان هناك دائماً سينما تموت وأخرى تولد؟
احساس السرعة هو الذي يهيمن اليوم. السينما تتطلب وقتاً، مسافة. هل تتخيلون عمل انتونيوني وقد تحول مسلسلاً؟ افلامه لا تعتمد على شخصيات أو حبكة. المسلسلات لا تحكي شيئاً سوى السيناريو الخاص بها. بالنسبة لي تبدأ السينما حيث تنتهي السيناريو. ليس في المسلسلات اي استيتيك حتى مع وجود مصور أو مصمم ديكور جيد. عندما يعتبر الناس المسلسل جميلاً، فهم يخلطون بين عمل المخرج وعمل مصمم الديكور أو الأزياء.
يذكّرني هذا كله بما قاله لي بول شرايدر بأن السينما أصبحت كالموسيقى الكلاسيكية. كان يقصد بأن السينما الكلاسيكية لم تمت، ولكنها ما عادت تستهدف سوى جماعة من الناس الذين يتذوقونها، حتى لو إن الجميع سبق ان سمع موزار أو فيفالدي أو بيتهوفن. أتحدّث عن السينما كفن، كلغة، لا الأفلام في ذاتها".
جان باتيست توريه
Hauvick Habéchian
في نظري، الستينات والسبعينات هي العصر الذهبي للسينما والموسيقى والسياسة. كانت مرحلة عظيمة. سينمائيون من تلك المرحلة ما كانوا أنجزوا ما أنجزوه من أعمال كبيرة لو جاؤوا قبلها أو بعدها بعشر سنوات. هذا ينسحب على إيطاليا واليابان والولايات المتحدة وبدرجة أقل فرنسا.
بالنسبة لي، الحديث عن السبعينات يعني الحديث عن الراهن. لماذا زمننا لا تزال السبعينات هاجسه؟ آخر فيلم لتارانتينو يحدث في ١٩٦٩ مثلاً. زمننا لا يحمل أي أفق. هذا الانبهار بالسبعينات يقول شيئاً مقلقاً عن حاضرنا. كما لو اننا لم نعد ننظر سوى في المرآة الخلفية للسيارة. تميزت السبعينات بالابتكار، والحرية، أما اليوم فنحن في زمن شديد البوريتانية والانغلاق. هذا الهوس بالسبعينات تجده عند مخرجين مثل ديفيد فينتشر ومايكل مان وجيمس غراي، هؤلاء لا يفعلون سوى مخاطبة السبعينات.
منذ بدايتها، قيل دائماً ان السينما ماتت. نهاية اللوميير، نهاية ميلييس، نهاية الصامت التي قضت على السينما بعبورها إلى الناطق، ولادة التلفزيون... ونتذكّر تصريحات ڤيم فاندرز في السبعينات عن موت السينما... ألا يتوجب قول عكس ذلك، ان هناك دائماً سينما تموت وأخرى تولد؟
احساس السرعة هو الذي يهيمن اليوم. السينما تتطلب وقتاً، مسافة. هل تتخيلون عمل انتونيوني وقد تحول مسلسلاً؟ افلامه لا تعتمد على شخصيات أو حبكة. المسلسلات لا تحكي شيئاً سوى السيناريو الخاص بها. بالنسبة لي تبدأ السينما حيث تنتهي السيناريو. ليس في المسلسلات اي استيتيك حتى مع وجود مصور أو مصمم ديكور جيد. عندما يعتبر الناس المسلسل جميلاً، فهم يخلطون بين عمل المخرج وعمل مصمم الديكور أو الأزياء.
يذكّرني هذا كله بما قاله لي بول شرايدر بأن السينما أصبحت كالموسيقى الكلاسيكية. كان يقصد بأن السينما الكلاسيكية لم تمت، ولكنها ما عادت تستهدف سوى جماعة من الناس الذين يتذوقونها، حتى لو إن الجميع سبق ان سمع موزار أو فيفالدي أو بيتهوفن. أتحدّث عن السينما كفن، كلغة، لا الأفلام في ذاتها".
جان باتيست توريه
Hauvick Habéchian
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق