الخميس، 4 يونيو 2015

The Legend of 1900 (1998)


انك لا تنتهي و لا ترحل طالما ان لديك قصة جيدة و لديك انساناً ترويها له
A baby boy, discovered in 1900 on an ocean liner, grows into a musical prodigy, never setting foot on land.

Director:

 

Writers:

  (monologue Novecento),



تقييمي 
9/10

هذه مراجعة بقلم مجهول


احد التحف الايطالية التي يجهلها الكثير و قد تكاد تكون مدفونة , هذا الفيلم عباره عن معزوفه موسيقيه امتدت الى قرابه الثلاث ساعات دون ملل , مع كل مقطوعه موسيقيه اسافر مع “ الاسطورة ” الى ابعد مدى , موسيقى تمسك بنا و تقذفنا الى عالم اخر , عالم جميل , اطراف اصابعه تداعب و تتغزل بـ مفاتيح البيانو لتصنع لنا قطع موسيقيه فاخره و ساحره تطرب لها الاذان , تجعلنا نلزم الصمت و نسلم انفسنا لها ..
تدور احداث الفيلم حول باخره تحمل على متنها الاف المهاجرين تجوب المحيط ذهاباً و اياباً , “داني” عامل مداخن الفحم في الباخره يرمي به القدر ان يجد صندوقاً به طفل رضيع بعد ان غادرها المهاجرين , قرر ان يحتفظ بهذا الطفل و يربيه , و اطلق عليه اسم “1900” لانه ولد في اول شهر في سنه 1900 , نشأ و ترعرع في هذه الباخره اصبح الجميع ابائه و امهاته , تعلم القراءه و الكتابة , ينام على صوت المحيط و يفيق على اصوات المحركات و ارتجاجها يميناً و شمالاً ..
لا يملك سوى هذه الباخره و 88 مفتاحاً من البيانو هي رصيده من حياه امتدت الى اكثر من 30 عاماً دون ان تطئ قدمه ارض اليابسه , يغادر المهاجرين الباخره ليبقى وحيداً يسترق النظر الى المدينه من اطراف الموانئ , 88 مفتاحاً محدوده استطاع ان يصنع منها موسيقى لا نهائيه , موسيقى تعبر عنه و عن حياته المفقوده , الموسيقى هي لغته التي يعبرها بها عن احاسيسه و الامه و وحدته و حزنه , “1900” بلا هويه او وطن او عائله او خليله يفتقد لكل هذه المشاعر , او ربما لم يجربها ابداً و لا يعرفها كيف تكون ..


اكثر المشاهد تأثيراً بالفيلم , “1900” يقف على سلالم الباخره , قرر اخيراً ان يغادرها ان يفارق حبيبته التي احتضنته طوال هذه السنين , ان ينطلق في المدينه و يعيش بقيه حياته على اليابسه حياه طبيعيه كباقي البشر , يقف في المنتصف يلقى نظره طويله على المدينه التي طالما شجعه الجميع على العيش بها , الجميع يترقب , يمتد بصره الى اللانهايه , يتفحصها , صخب , ازدحام , سكان , مباني شاهقه , حياه حقيقيه , ربما هذه الافكار التي طرأت في باله في تلك اللحظه الفاصله بين مغادره السفينه او العوده الى احضانها , القرار الصعب و المصير و الخوف من المستقبل المجهول , ييدير ظهره و يرتمي باحضان حبيبته “الباخره” مره اخرى واصفاً لصديقه ( أن ما اوقفنى ليس ما رأيته بل الذى لم أراه هل تفهمنى ؟! )

النهايه : من اكثر النهايات جمالاً و تأثيراً , اضافت من قيمة الفيلم الشيء الكثير ,
اداء الممثل “ تيم روث ” كان بارع و متقن و مؤثر و بالحديث عن هذا الفيلم , اود ان اقول ان الايطاليين يجيدون صناعة السينما بطريقه راقيه , رصيد مشاهداتي للسينما الايطاليه لا بأس بها والى الان جميع ما شاهدت كان يفوق الوصف , الطليان يتميزون بمضمون و محتوى اجتماعي واقعي في افلامهم و ربما هذا ما شدني لهم لانه نوعي المفضل , المخرج “ جيوزبي توررنتوري ” هذا الفيلم الرابع الذي اشاهده له و اثبت انه مخرج مميّز يجيد اختيار اعماله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق