كثيرة هيه الأفلام التي تؤصل قيمة الامل وحب الحياة وعديدة تلك التي تنادي بديمومة استمرارها وزرع التفاؤل على جوانب طريقها المعكر صفوه بحجرات مشاكلها ومنعرجات فصولها الطبيعية ,,,
فيلم الإيراني عباس كياروستامي يبرز من بينها معطراً برائحة التوت والكرز ينشر بغدق طعم هذه الحياة بألذ اذواقها وأجمل اوصافها ويجعل الولوج فيها سهلا وخوض غمارها مستحقا
كياروستامي في فيلمه الفائز بالسعفة الذهبية لكان 97 يتخذ من شخصيته البطلة وسيلة في شحن الأجواء لتأهية عمله البسيط لصدمات متفاوتة في التأثير لكنها تشترك جميعها بذات الاهمية تكون كفيلة بتصديق معطيات مايقدمه العمل ,,
كياروستامي يروي من خلال بطل عمله قصة شخص يروم في الارجاء يتفحص بحرص غير مسبوق شكل الحياة على وجوه اشخاصها يرى بؤسها وقلة نضارتها وذبولها يؤكد ما بداخل عقله المشوش الذي تمخض منه نهاية سرمدية معلنة لحياته في أن يموت الان منتحرا فقط
يقف على اعتابها مساعدة شخص يوقع برأيه ويده على هذا الموت اليائس الذي يبتغيه ,,, لكن هاجس الانتحار والموت لم يسع له ان يتخذ مجالاً في عقله خلال رحلته الطويلة بسيارته ,,فبذرات التواصل الحياتي مع من هم أهل للحياة وسحر طاقات الطبيعة المتنوعة تمتص مايحمله من فضلات التشاؤم وصراخ اليأس وعتمة الكآبة بدلالاتها الغنية التي تفرض ايماناً جلياُ بها وترفض تضاد الاقناع العقلي في غيرها ,,, هذه الدلالات تقدمها بوفرة وفي متناول اليد دون الحاجة بالعمل المجهد والتفكير المضني في الاستفادة منها ,,, كياروستامي الفذ والجميل يراها في فاكهة الكرز والتوت مثلاً,, كيف ولماذا؟ هذا ما سيؤمن به بأقناع مرضي كل من سيشاهد العمل ,,,
كياروستامي أحب الحياة هنا كما لم يحبها احد في أي فيلم أخر ,,فهو يصورها بأحترام ملائكي والترفع بها بتسليم سماوي ,,,يقول فيها كل مايملك وكأنها تدين له بالشيء الكثير ,,التوثيق الحياتي كان عن طريق إضافة مشهد حقيقي ماوراء الكواليس وقت تصوير العمل يبرز بوضوح كياروستومي وطاقمه تعلو الابتسامة وجههم وهم يصورون فيلما عن هذه الحياة ,,,وكأنه لم تكفيه السينما بتوكيد ذلك !
كياروستامي يرسم لوحته بأسلوب المدرسة الإيطالية التي تتنفس عفوية وترى شخوصها من زاوية الواقع المحض ,,وتترك للمشاهد فرصة الذوبان القسري مع ماتحويه الصورة من تجليات حقيقية صادمة ,,!
https://www.facebook.com/501343219927670/photos/a.501411123254213.1073741828.501343219927670/742600249135298/?type=1&theater
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق